- تحليلات
- أخبار التداول
- انخفاض الأسهم الأمريكية مع تزايد المخاوف من الركود - ما الذي يحدث حقًا؟
انخفاض الأسهم الأمريكية مع تزايد المخاوف من الركود - ما الذي يحدث حقًا؟

تلقت وول ستريت ضربة قوية يوم الاثنين حيث تراجعت الأسهم الأمريكية، مع انخفاض مؤشر داو جونز بنحو 900 نقطة وتراجع مؤشر ناسداك بنسبة 4% ليصل إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر. يشعر المستثمرون بالقلق من احتمال حدوث ركود، وارتفاع التعريفات الجمركية، وانخفاض عوائد سندات الخزانة. لكن هل هذا الذعر مبرر، أم أن هناك شيئًا أكبر يحدث؟
ثلاثة أسباب رئيسية وراء انخفاض السوق
1. تعريفات ترامب الجمركية ومخاوف الحرب التجارية
قام الرئيس دونالد ترامب برفع التعريفات الجمركية على البضائع الصينية من 10% إلى 20%، وردت الصين بفرض ضريبة بنسبة 15% على الواردات الزراعية الأمريكية. المخاوف؟ ارتفاع التكاليف على الشركات والمستهلكين، مما يؤدي إلى التضخم وارتفاع محتمل في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
مخاوف الحرب التجارية ليست جديدة. لقد تعاملت الأسواق مع مخاوف التعريفات لسنوات. إذن، لماذا حدث الانهيار المفاجئ؟ قد يدرك المستثمرون أن هذه السياسات لن يتم عكسها في أي وقت قريب، مما يجبر الشركات على التكيف مع ارتفاع التكاليف على المدى الطويل.
2. مخاوف الركود تنتشر
البنوك الكبرى ترفع توقعاتها لاحتمال حدوث ركود:
- جي بي مورجان زاد من احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة من 30% إلى 40%.
- جولدمان ساكس رفع تقديراته من 15% إلى 20%، محذرًا من أن المخاطر قد تزداد إذا استمرت التعريفات.
- مورجان ستانلي خفض توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة لعام 2025 إلى 1.5%، متوقعًا تباطؤًا أكبر في 2026.
تتفاعل الأسواق مع المشاعر بقدر ما تتفاعل مع البيانات. إذا تحدث المحللون عن خطر الركود، فقد يؤدي الذعر الاستثماري إلى عمليات بيع حتى قبل حدوث ركود فعلي.
3. انخفاض عوائد سندات الخزانة – ماذا يعني ذلك؟
انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.226%، بينما انخفض العائد لأجل سنتين إلى 3.906%. هذا يعني أن المستثمرين يشترون السندات الحكومية بدلاً من الأسهم، مما يشير إلى الخوف من النمو الاقتصادي المستقبلي.
ومع ذلك، فإن انخفاض العوائد وحده لا يؤكد حدوث ركود. الخطر الحقيقي هو عندما ترتفع العوائد قصيرة الأجل فوق العوائد طويلة الأجل (منحنى العائد المقلوب)، وهو ما لم يحدث بعد.
ما لا تخبرك به العناوين الرئيسية
- أرباح الشركات ومخاطر الديون أكثر أهمية
عمليات البيع في سوق الأسهم لا تتعلق فقط بالتعريفات الجمركية. لقد حصلت العديد من الشركات على ديون رخيصة عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة، وهي الآن تكافح مع ارتفاع تكاليف الاقتراض. إذا ضعفت أرباح الشركات، فقد يواجه السوق خسائر أعمق.
- البنوك تواجه مشاكل في العقارات
في قضية كبرى، تقاضي شركة ويلز فارجو بنك جي بي مورجان بشأن قرض عقاري تجاري بقيمة 481 مليون دولار. الاتهام؟ يُزعم أن جي بي مورجان تجاهل البيانات المالية المتضخمة عند تقديم القرض، مما أدى إلى خسائر هائلة للمستثمرين.
يشير هذا إلى أزمة محتملة في العقارات التجارية، حيث أدت أسعار الفائدة المرتفعة بالفعل إلى تراجع قيمة العقارات. إذا واجهت المزيد من البنوك خسائر مماثلة، فقد يؤدي ذلك إلى جولة أخرى من عدم الاستقرار المالي.
الخلاصة – هل هذا انهيار أم تصحيح؟
- انخفاض السوق مدفوع بعدة عوامل، وليس فقط التعريفات الجمركية.
- تتزايد مخاوف الركود، لكن البيانات لم تؤكد حدوثه بعد.
- قد تكون تقارير الأرباح ومخاطر البنوك مشاكل أكبر في الأشهر المقبلة.
راقب تقارير أرباح الشركات والبيانات الاقتصادية القادمة. إذا بدأت الشركات في التحذير من ضعف الأرباح، فقد يكون هذا التراجع بداية لشيء أكبر بكثير.