- تحليلات
- أخبار التداول
- ارتفاع الأسواق بعد قرار ترامب بتعليق الرسوم الجمركية
ارتفاع الأسواق بعد قرار ترامب بتعليق الرسوم الجمركية

قفزت الأسواق. ولكن ليس لأن الأمور أصبحت أفضل، بل لأنها لم تعد بالسوء نفسه. كالعادة، تراجع دونالد ترامب عن قراراته بشأن الرسوم الجمركية بعد أقل من 24 ساعة من التسبب في انهيار الأسواق العالمية. النتيجة - ارتفاع ارتياحي، ليس قائمًا على أسس اقتصادية، بل على الإرهاق وتصفية المراكز القصيرة. بالنسبة للمتداولين، لم تكن هذه سياسة - بل إدارة ذعر متنكرة في هيئة استراتيجية.
تجميد الرسوم؟ ليس حقًا - الضرر الحقيقي لا يزال قائمًا
إعلان ترامب المفاجئ عن "تجميد" الرسوم الجمركية الجديدة جاء مباشرة بعد أن تكبدت الأسواق أسوأ خسائرها منذ بداية جائحة كورونا. قفزت عوائد السندات. وتم محو تريليونات من قيمة الأسهم. وخلال ساعات من الفوضى، قام الرئيس بتغيير موقفه ورفع الرسوم عن عشرات الدول، لكن ليس جميعها.
لا تزال هناك رسوم شاملة بنسبة 10% على معظم الواردات الأمريكية. الصين تعرضت لضربة أقسى - إذ ارتفعت الرسوم من 104% إلى 125%. كندا والمكسيك؟ لا تزالان تواجهان عقوبات متعلقة بالفنتانيل إذا لم يتم الالتزام باتفاقية USMCA. "التجميد" المزعوم مليء بالثغرات. الرسوم على السيارات والصلب والألمنيوم لا تزال سارية. فسّرت السوق ذلك على أنه تراجع، لكنه في الحقيقة مجرد استعراض سياسي أكثر من كونه انسحابًا فعليًا.
الأسواق ترتفع من الصدمة
قفز مؤشر S&P 500 بنسبة 9.5%، وارتفع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 8% يوم الخميس. هل هو ارتفاع ارتياحي كلاسيكي؟ نعم. هل هو تحول جذري؟ لا.
"الأسواق لم تستجب لتحسن الأوضاع، بل استجابت لألم أقل"، قال أحد المحللين. "هذا ليس مؤشراً صعودياً. هذا يأس."
واصلت العقود الآجلة الآسيوية تحقيق المكاسب، لكن العقود الآجلة الأمريكية بدأت تتلاشى - مما يشير إلى أن المتداولين بدأوا في التشكيك في الاستدامة. انخفض النفط بنسبة 1% أخرى مع استمرار مخاوف الركود بدلاً من التعافي. حتى بنك جولدمان ساكس خفّض احتمالية الركود إلى 45% فقط - ولا تزال مرتفعة. وهذا يقول الكثير عن رأي المؤسسات الكبرى في هذا الانتعاش المؤقت.
ترامب ضد الصين
صرّح وزير الخزانة سكوت بيسنت أن الفوضى كانت "جزءًا من الخطة منذ البداية". ووصفها ترامب بأنها "مرونة". لكن نمط التسبب بالأزمة ثم التراجع الجزئي عنها أصبح سمة مميزة.
"عليك أن تكون مرنًا"، قال ترامب للصحفيين. الترجمة: السوق ارتبك، فانسحب - باستثناء الصين.
الصين، التي تواجه بالفعل رسومًا انتقامية بنسبة 84% على السلع الأمريكية، تعاني. البائعون على أمازون يفكرون في رفع الأسعار أو مغادرة السوق الأمريكية تمامًا. وبكين لا تتراجع - بل بدأت محادثات مع الاتحاد الأوروبي وماليزيا لتعزيز العلاقات التجارية غير الأمريكية. أستراليا رفضت مبادرة صينية. لكن الرسالة العامة واضحة: الصين تلعب على المدى الطويل، بينما يحاول ترامب كسب العناوين.
الرسوم الجمركية لا تزال تقتل الطلب
حتى قبل التراجع، أظهرت الاستطلاعات تباطؤ الاستثمار التجاري والإنفاق الأسري بسبب مخاوف الرسوم الجمركية.
في الوقت ذاته، تراجع اليوان الصيني إلى أضعف مستوى له منذ أزمة 2008، وحكومات أجنبية مثل كندا واليابان تلمّح الآن إلى أنها ستتدخل لتحقيق الاستقرار في الأسواق إذا لم تفعل الولايات المتحدة ذلك.
الفيدرالي؟ لا تتوقع رفع أسعار الفائدة في ظل هذا الاضطراب. على العكس، قد تتجه الخطابات القادمة للفيدرالي نحو التيسير - ليس لأن التضخم انخفض، بل لأن الفوضى السياسية أصبحت المحرك الجديد للتقلبات.
ما الذي يجب أن يراقبه المتداولون بعد ذلك
إذا كنت تتداول هذا الارتداد، فتعامل معه على حقيقته: ردة فعل قابلة للتداول بعد بيع مفرط - وليس تحولًا جذريًا في الاتجاه. الضرر الهيكلي لا يزال قائمًا، والسياسات لا تزال تفاعلية وليست استراتيجية.
- مؤشر SP 500: راقب منطقة المقاومة عند 4900. إذا فشل هناك، سيتلاشى الارتداد.
- USDCNH: إذا تجاوز 7.50، توقع موجة أخرى من النفور من المخاطرة.
- الذهب: قد يستعيد تدفقات الملاذ الآمن إذا صعّدت الصين ردها.
- النفط: لا يزال معرضًا للخطر - خاصة إذا عادت مخاوف الركود.
لا تخلط بين الارتداد والاختراق الحقيقي
الأسواق لا ترتفع بسبب قوة السياسات - بل بسبب ضعف السياسات عندما تأخذ الفوضى استراحة. هذا ما نراه الآن. مجرد استراحة، وليس حلاً. دوامة الرسوم الجمركية من ترامب هي بيئة مناسبة للمتداولين، لا للمستثمرين. كن مرنًا. كن متشككًا. القصة لم تنتهِ - لكن الضرر بدأ بالفعل.