- ابتكارات
- مقالات عن تطبيق الـ PCI
- التجارة السبريدية
سوق الأسهم أمام المعادن الثمينة . أيهما أقوى ؟
إن لتاريخ أسواق الأسهم طبيعة دورية ، تتميز بتحوّل رؤوس الأموال الاستثمارية من الذهب و الفضة الى الأصول " الورقية " و العكس صحيح . إن المستثمرين في العالم أجمعه يُفضّلون أن يُبقوا و يحافظوا على أموالهم على شكل معادن ثمينة و ذلك عندما يدفعهم الوضع الاقتصادي الى طلب الأفضل خلال الأزمات و الحروب و العجز الحكومي الإقتصادي و عند غياب الثقة بسوق الأسهم . في فترات الاستقرار الاقتصادي الاعتيادي و المألوف ، يُفضّل المستثمرون الأوراق المالية على المعادن الثمينة و يقومون بإستمارها في سوق الأسهم . تُعتبر امريكا في الوقت الراهن إحدى أكبر المالكين لمخزونات الذهب وسط البلدان المعدودة المالك لهذا المعدن الثمين ، امّا اسواق الاسهم الامريكية فتُعدّ من أضخم اسواق الأسهم في العالم . دعونا ننظر الى العلاقة المتبادلة التي تربط هذه الأسواق فيما بين بعضها البعض . لكي نتمكن من فهم جيد لسوق المعادن الثمينة و الفوارق الأساسية عن بقية الأدوات في الاسواق المالية و العالمية ، سنقوم بأخذ رسم بياني اسبوعي ، يوضّح علاقة الـ DJI (اسهم الشركات الامريكية الكبرى ) بسلّة مكونة من حصص متساوية من كلِّ من الذهب و الفضة .
لإنشاء الرسم البياني ( غرافيك ) سنقوم بإستخدام طريقة مميزة و فريدة من نوعها و تُسمّى بـطريقة PQM و التي أصبحت متاحة للجميع في الإصدار الأخير لمنصة النت تريديكس التجارية و التحليلية . طريقة PQM – هي طريقة جديدة في التحليل البياني للأسواق ، و تسمح هذه الطريقة في إنشاء محافظ من الأصول من قائمة الأصول المتوفرة في منصة النت تريديكس و تحديد قيمة كل محفظة أمام المحفظة الأخرى ، علماً أنه من الممكن أن تضمّ كل محفظة القدر الذي يرغب به المستثمر من الأصول مع امكانية تحديد ثقل كل أصل في البنية العامة لهذه المحفظة .
يجري حساب قيمة كافة الأصول بالدولار الأمريكي بشكل اوتوماتيكي ، الأمر الذي يجعل من مقارنة كلا المحفظتين مع بعضهما البعض أمر ممكن ، و إنشاء وحدة مالية جديدة – اداة مركبة PCI (personal composite instrument) .
في الرسم البياني الموضّح أدناه ، تتألف إحدى المحافظ من قيمة مؤشر DJI و الحقيبة الأخرى من حصص متساوية من الذهب و الفضة. تساوي قيمة كلّ محفظة من المحافظ 100000 دولار امريكي .
يبين الرسم البياني علاقة هاتين المحفظتين في الفريم الاسبوعي للفترة الممتدة من 2006 و حتى يومنا هذا . بشكل عامً ، يبقى الاتجاه العام خلال الـ 60 سنة الأخيرة متصاعدة بشكل واهن و ضعيف ( من الهام هنا ، الاشارة إلى أنه لا يُأخذ في الاعتبار ، حصص الأرباح (dividend ) و التي اذا ما تمّ إحتسابها ، فإن الربح الحقيقي و القائم على الذهب و الفضة ، سيكون أكبر بكثير ) . كما هو متعارف عليه ، تتطابق المستويات الدنيا و المستويات القصوى بهذه العلاقة مع المستويات الدنيا و المستويات القصوى الدورية لأسواق الدببة و الثيران . نرى جيداً أنّه قبل انهيار سوق الأسهم في عام 2008 ، في أواخر عام 2006 و أواسط 2007 ، قد تشكلت قمة مزدوجة ، من بعدها و على طول اعوام عدة يمكن ملاحظة انخفاض مستمر و طويل .
تمّ بلوغ قعر عميق جديد في اواسط عام 2011. و يمكننا القول بأن هنا قد انتهت الدورة الهابطة ، و بذلك نكون شاهدين على الانقلاب و على بداية سوق دوري آخر كبير. و الأمر المثير للإهتمام ، هو أن هذا يحدث إثر المستويات القصوى التاريخية الجديدة على الـ DJI و التصحح العميق كفايةً في أسواق الذهب و الفضة . على الرسم البياني ، يمكننا مشاهدة صور تماثل الى حدًّ كبير لنموذج الانقلاب المعروف للتحلي الفني لـ " رأس و أكتاف مقلوبة ". و إذا ما تمّ تشكّل هذا النموذج على أكمل وجه ، فإنه بعد التصحح المحتمل في سوق الأسهم الامريكي و بعد انتهاء قمة الشراء الواضحة للسوق ، سنترقب ارتفاعاً طويل للدوجونز إزاء سعر المعادن الثمينة ( الذهب و الفضة ) .
بناءاً على هذه الفرضية ، إذا ما كنّا مركزين على الاستراتيجيات المتوسطة و الطويلة الأمد ، فإنه يمكن اللحظة التي نرغب بها لشراء الأسهم الامريكية أو مؤشرات الأسهم مقابل الذهب و الفضة .